الأحد، 6 أكتوبر 2019

مقدمه عن ورق الكوتشينه

اوراق الكوتشينه



مقدمه عن ورق الكوتشينه


             ورق اللعب من الألعاب الشعبية المشهورة بين مختلف الشعوب والحضارات، وتختلف تسميتها من منطقة لأخرى؛ ففي حين تسمى الشدّة في بلاد الشام فإنها تسمى الكوتشينة في مصر والجنجفة في دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى اختلاف أسمائها إلا أنها تشترك في كونها ورقًا من البلاستيك المقوى الرقيق أو الورق الثقيل مستطيل الشكل موحد الوجه الخلفي حيث يفترض أن يرى اللاعب فقط أوراقه دون غيره من اللاعبين، إلى جانب أنها موحدة القياس ليسهل حملها والتعامل معها، تتكون من اربعه وخمسون ورقة تستخدم في لعب العديد من ألعاب الكروت


 وأيضًا تدخل في لعب القمار والبوكر، والخدع السحرية وايضا بناء منزل من طبقات ورق اللعب المرصوصة فوق بعضها البعض بحرفية تدل على الدقة والمهارة، وايضا من القدم تستخدم في التنجيم. الرواية التاريخية لورق اللعب غامضة نوعًا ما وغير واضحة ولكن أغلب الخبراء أجمعوا على أن أصل ورق اللعب صيني المنشأ بسبب ظهوره في الأدب الصيني في القرن العاشر، بينما بعض المؤرخين يرون أن أصول ورق اللعب يعود إلى بلاد فارس ومنها انتقلت شرقًا إلى الهند ومنها إلى الصين، ومن ثم انتشرت باتجاه الغرب حتى وصلت إلى مصر وأوروبا. 

وبدايةً كانت أوراق اللعب تقتصر على الأثرياء فقط كونها مصنّعة يدويًا ومرسومة باليد الأمر الذي يتطلب لصناعتها الكثير من الوقت والجهد والدقة والحرفية حتى تتشابه جميع البطاقات فيما بينها، ما يجعلها سلعة فاخرة وغالية الثمن لا يقدر على اقتنائها إلا الاغنياء. وبعد اختراع الطباعة ساهمت بتخفيض كلفة ورق اللعب ما جعلها تنتشر بين الطبقات الشعبية بشكل أوسع.

 يعتبر الأحمر والأسود اللونين الأساسيين لمنظومات ورق اللعب حيث تتكون من اثنان وخمسون بطاقة مقسمة أربع منظومات تمثل أعمدة الاقتصاد في العصور الوسطى، هي: الكوبة أو القلب الذي يمثل الكنيسة الكاثوليكية وهي أقوى مؤسسة دينية في أوروبا في القرون الوسطى، والبستوني الذي يمثل الجيش وهو ثاني أقوى قوة في العصور الوسطى حيث يرمز إلى استخدام السلاح،والديناري أو الماسة الذي يمثل طبقة التجار، والسباتي أو الشجرة والذي يمثل الزراعة. 



 وتحتوي كل منها على ثلاثه عشر بطاقه مرتبة حسب قيمتها التي تتراوح ما بين الواحد إلى العشرة إلى جانب ثلاث بطاقات تظهر شخصيات البلاط وهي تعرف بالعربية الشاب والملكه والملك ، وفي القرن التاسع عشر كانت ترسم شخصيات البلاط بالطول الكامل على البطاقة إلى أن استبدلت برسوم مزدوجة الرأس تسمح بحمل الورقة باتجاهين ما يسهل من تدوالها، كما وضع رمز كل ورقة على الزوايا الأربع للهدف نفسه وهو سهولة استخدامها في اللعب.

 تعتبر الورقة التي تحمل الرقم واحد ذات أهمية كبيرة  في اللعبة ويطلق عليها اسم الاس او الاص وهي أقوى بطاقة بين بطاقات ورق الشدة والجوكر يأتي في مرتبة أعلى منها.   أما عن البطاقات الثلاث التي تحمل صور لشخصيات البلاط وهي الملك والملكة والشاب وتنوّعها حسب الرموز الأربع في ورق اللعب فلكل منها قصة تتلخص بما يلي:

أولا شخصية الملك أو الشايب أو الشيخ كما يطلق عليه بالعامية، لكل ملك رسمة مختلفة تدل على قصة كل واحد منهم كما يلي:

-ملك البستوني الأسود: يرمز إلى ملك بني إسرائيل داوود حيث يظهر مرسومًا وهو يحمل قيثارة الملك داوود الشهيرة.

 -ملك الكوبة الأحمر: يرمز إلى ملك الفرنجة شارلمان وهو ملك له أهميته في تاريخ أوروبا، والبعض يقول أنه يرمز إلى ملك فرنسا السابع تشارلز الذي أشيع أنه فقد اتزانه العقلي فانتحر بغرز سيف بقوة في رأسه؛ لذلك يظهر ملك الكبة الأحمر مرسومًا بسيف مغروز برأسه، وهو الوحيد من بين ملوك الكوتشينة الذي يظهر بدون شنب نسبة لشارلز.

- ملك الديناري الأحمر: يرمز للإمبراطور والجنرال الروماني يوليوس قيصر المشهور بديكتاتوريته في الحكم، ونظرًا لغروره وتكبره الذي عرف عنه نجد أن البطاقة التي ترمز له تظهر الملك بعين واحدة فقط.

-ملك السباتي الأسود: يرمز للإسكندر الأكبر ملك مقدونيا الذي حكم أكبر إمبراطوريات العالم القديم، ويظهر على البطاقة الملك وهو يحمل السيف للدلالة على قوة تحكمه بالسلطة والوفاء والولاء له.

** ثانيًا الشاب في الكوتشينة أو الولد كما يطلق عليه بالعامية، بدأت قصة الشاب في العصر المملوكي حيث كان يسمى بالفارس وهو المنصب الذي يلي الملك مباشرة من حيث الأهمية والقوة، وعندما انتقلت الكوتشينة إلى أوروبا أصبح الشاب أو جاك يرمز إلى خادم الملك.

***ثالثًا الملكة في الكوتشينة، حيث كل رسمة ترمز إلى ملكة بعينها ولهل قصة خاصة بها، وهي كالتالي:

- ملكة الكوبة الحمراء: ترمز إلى السيدة جوديث التي خلّصت العالم من يهوذا.

- ملكة الديناري الحمراء: يقال إنها ترمز إلى السيدة سارة زوجة النبي إبراهيم وأم النبي إسحاق عليهما السلام، وهي ذات قيمة ورمزية دينية عظيمة عند كل من المسلمين والمسيحيين واليهود.

- الملكة البستوني السوداء: يرجح أنها ترمز إلى الآلهة آثينا وهي آلهة الحكمة والقوة والحرب وكذلك حامية المدينة، وكثيرًا ما يطلق على هذه البطاقة ملكة البالاس نسبة إلى أن هذا اللقب كان لصيقًا بالمعبودة الإغريقية آثينا، وفي حالات عديدة يطلق عليها اسم بالاس آثينا.

- الملكة السباتي السوداء: ترمز إلى الملكة آرجين والتي تعني الملكة باللغة اللاتينية، وكثيرًا ما يطلق عليها اسم الملكة استربس 
والتي رمزها مقارب إلى شكل الشجرة.








مجموعه الديناريمجموعه الكوبهمجموعه السباتيمجموعه البستوني







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق